عجيب امرنا في هذه الحياة يمثل المرء فينا حياة المحارب
الباحث عن المجد والخلود فيسير كل الاغوار بحثا دائما
عن الكنوز ولكننا لانجد فوق هذه البسطة المتزينة الا شقاء
ونسير خلف هذه الدنيا وبريقها الاخاذ دون ملل ولا كلل
ولا يأس فانه من الصعوبة بمكان ان يبقى هذا المرء على
حالة واحدة فهو متغير ومتجدد ومتقلب فما احبه بالامس
يختلف شانه اليوم اما بزمانه او بمكانه او بحاجته ولكنه
ضرورة لابد منها لتعطى دافعا جديدا وخطا ملهما لمواصلة
العيش والحياة انه الزمن واحكامه وانه العمر وتقلباته فابن
العشرين وابن الثلاثين وابن الاربعين ليسوا كابناء
الخمسين وهم مختلفون في امورهم وحاجاتهم وانماط
حياتهم واختياراتهم الكل منهم ينظر الى هذه الحياة من
زواية خاصة به وبرؤية مختلفة تماما من الاخرين .
والجميل الصعب في هذه الحياة هو الاختلاف في الاهواء
والميول رغم قساوتها ومشكلاتها والذي يصب في النهاية
في خانة التكامل اللارادي بين الناس وبعضهم ومن اجل
ان تستمر بهم الحياة وينال كل منهم حاجاته من الاخر
ويظهر الاختلاف بين الناس في مناسبات واشكال كثيرة
فهناك من يهوى منهم الموسيقى ويعشقها واخرون لايرون
فيها اي شئ غير الضياع والازعاج وجماعات تحب القراءة
والادب واخرون لاتعنيهم كل هذه الامور ..
انها اختلافات ومفارقات واعتقد لو احب الناس كلهم
شيئا واحدا وتركوا بقية الاشياء فماذا سيكون شكلنا
ووضعنا في هذه الحياة ؟ وكيف سيكون شكل الناس
فيها ؟ولولا هذه الاختلافات لما وجد الطبيب ولا المهندس
ولا العالم ولا المفكر ولا ايا من تلك المهن ولا اكتشفت
الاختراعات وغيرها فجميع الاختلافات تصب دائما في
مصلحة المجتمع والناس ..
ولكن يجب الاتكون ابدا اختلافات على ثوابت ومبادئ
ولامعتقدات فهذا شئ غير مقبول اطلاقا حيث تعتبر هذه
الامور دافع الى العداء والتدمير لا التعمير
الحياة والانسان وبكل تناقضاتها يشكلان عنصرين مهمين
ليس لهما اي بد من بعضهما ويشكل اختلاف الانسان
فيها فواصل ايجابية او سلبية حقيقة تجعل لدورالحياة
روعة في استمراريتها وجمالها وهي تاكيد من ان الله
تبارك تعالى خلق الناس مختلفين وبين ذلك في مواقع
كثيرة وكذلك خلقهم ولكن يبقى ان نعرف ان كل واحد
منهم له حبه وعشقه وميوله وهذا سر من اسرار الحياة